responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 4  صفحه : 264

وَمَا أَرْ‌سَلْنَا فِي قَرْ‌يَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّ‌اءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّ‌عُونَ (٩٤) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّ‌اءُ وَالسَّرَّ‌اءُ فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ (٩٥) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَ‌ىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَ‌كَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَ‌ىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَ‌ىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ‌ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ‌ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُ‌ونَ (٩٩) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِ‌ثُونَ الْأَرْ‌ضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (١٠٠) تِلْكَ الْقُرَ‌ىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُ‌سُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِ‌ينَ (١٠١) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِ‌هِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَ‌هُمْ لَفَاسِقِينَ (١٠٢)

(وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍ) فيه إضمار واختصار يعني فكذّبوه (إِلَّا أَخَذْنا) عاقبنا (أَهْلَها) حين لم يؤمنوا (بِالْبَأْساءِ) يعني بالبؤس الشدّة وضيق العيش (وَالضَّرَّاءِ) تعني أضر وهو الحال. وقيل : المرض والزمناء قال : السدي البأساء يعني الفقر والجوع (لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) لكي يتضرعوا [فينيبوا] ويتوبوا (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ) وهي البأساء والجواب والجوع (الْحَسَنَةَ) يعني النعمة والسعة والرخاء والخصب (حَتَّى عَفَوْا) أي كثروا وأثروا وكثرت أموالهم وأولادهم ، قال ابن عباس : (عَفَوْا) يعني [جهدوا] ، وقال ابن زيد : يعني كثروا كما يكثر النبات والريش.

قال قتادة : (حَتَّى عَفَوْا) : سروا بذلك ، وقال مقاتل بن حيان : (عَفَوْا) حتى كثروا وتركوا ولم يستكثروا وأصله من الكثرة.

وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى» [١].

وقال الشاعر :

يقول من بعد أولاك أولات

أتوا زمانا ليس عندهم بعيد

وقال آخر :

ولكنا نعض السيف منها

بأسوق عافيات الشحم كوم [٢]

(وَقالُوا) من جهلهم وغفلتهم (قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) فنحن مثلنا فقال الله تعالى (فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً) [فجأة عبرة [٣] لمن بعدهم]. (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بنزول العذاب (وَلَوْ


[١] مسند أبي يعلي : ١٠ / ١٠٥ ح ٥٧٣٨.

[٢] تفسير الطبري : ٢ / ٤٩٨.

[٣] في تفسير القرطبي (٧ / ٢٥٢) : ليكون أكثر حسرة.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 4  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست